من هو الإمام مسلم بن حجاج
الإمام مسلم هو الإمام الحافظ، حجَّة الإسلام، مُسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري. ولد سنة 204هـ، صاحب الكتاب المشهور “صحيح مُسلم”.
رحلة الإمام مسلم بن حجاج
رحل الإمام مُسلم إلى العراق، والحجاز، والشام، ومصر، وسمع من يحيى بن يحيى النيسابوري، وقتيبة بن سعيد، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن عمرو زنيجا، ومحمد بن مهران الحمال.
يمكنك الاطلاع أيضًا على: رحلة الإمام البخاري واسمه وولادته ووفاته
قدومه إلي بغداد
وقدم بغداد -غير مرَّة- وحَدَّثَ بها، وقد روى عنه من أهلها: يحيى بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وآخر قدومه بغداد كان في سنة 259هـ.
وقد جمع الإمام مُسلم كتابه “المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم” المعروف بكتاب “صحيح مسلم” من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة -كما ذكر هو بنفسه رضي الله عنه. ويمثِّل هذا الكتاب أهميَّةً كبيرةً في علوم الحديث الشريف وله منزلة لم يبلغْها كتاب مثله باستثناء “صحيح البخاري”.
يمكنك الاطلاع أيضًا على: تحميل تلخيص كتاب معالم في الطريق doc
أخلاقه
وقد كان الإمامُ البخاريُّ أسوةً وقدوةً للإمام مُسلم في منحاه العلمي، قال الخطيب البغدادي: “إنما قفا مُسلم طريق البخاري ونظر في علمه، وحذا حذوه، ولمَّا ورد البخاري نيسابور في آخر أمره لازمه مُسلم وأدام الاختلاف إليه”.
يمكنك الاطلاع أيضًا على: تلخيص القواعد الفقهية الإباضية (دراسة مقارنة بالمذاهب الفقهية الإسلامية)
مواقفه مع الإمام البخاري
وكان الإمام مُسلم يُجلُّ الإمام البخاري، وله معه مواقف تدل على التبجيل والإكبار والإعزاز؛ فعن أبي حامد أحمد بن حمدون القصار قال: “سمعت مُسلم بن الحجاج -وجاء إلى محمد بن إسماعيل البخاري فقَبَّلَ بين عينيه- وقال: دعني حتى أُقَبِّلَ رجليْك يا أستاذ الأستاذين، وسيِّد المحدِّثين، وطبيب الحديث في علله”.
وكان الإمام مُسلمٌ أيضًا يناضل عن البخاري حتى أدَّى ذلك إلى وقوع جفاءٍ بينه وبين محمد بن يحيى الذهلي أحد أئمة نيسابور الذين كان يجلس الإمام مُسلم إليهم.
يمكنك الاطلاع أيضًا على: تحميل ملخص كتاب الايام لطه حسين doc
فعن أبي عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ قال: “لما استوطن محمد بن إسماعيل البخاري نيسابور؛ أكثر مُسلم بن الحجاج الاختلافَ إليه، فلمَّا وقع بين محمد بن يحيى والبخاري ما وقع في مسألة “اللفظ” ونادى عليه. ومنع الناس من الاختلاف إليه –أي: حضور دروسه- حتى هُجِرَ، وخرج من نيسابور في تلك المحنة، قَطَعَهُ أكثرُ الناس غير مُسلم، فإنه لم يتخلَّفْ عن زيارته.
يشمل أيضًا
فأُنْهِيَ إلى محمد بن يحيى أن مُسلم بن الحجاج على مذهبه قديمًا وحديثًا، وأنه عوتب على ذلك بالعراق والحجاز ولم يرجِع عنه. فلما كان يوم مجلس محمد بن يحيى قال في آخر مجلسه: ألا مَنْ قال باللفظ فلا يحل له أن يحضر مجلسنَا.
فأخذ مُسلم الرداء فوق عمامته وقام على رءوس الناس وخرج من مجلسه. وجمع كلَّ ما كان كتب منه وبعث به على ظهر حمَّال إلى باب محمد بن يحيى، فاستحكمت بذلك الوحشة، وتخلَّفَ عنه وعن زيارته”.
قصة اللفظ
وقصة “اللفظ” المذكورة يُقْصَدُ بها تلك المسألة التي نشب الخلاف بشأنها في ذلك الحين بخصوص القول بخلق القرآن؛ يقول الإمام مُسلم عن هذه الحادثة: “لما قدم محمد بن إسماعيل (يعني البخاري) نيسابور، ما رأيتُ واليًا ولا عالمًا فعل به أهل نيسابور ما فعلوا به، استقبلوه مرحلتين وثلاثة،
فقال محمد بن يحيى في مجلسه: مَنْ أرادَ أن يستقبل محمد بن إسماعيل غدًا فليستقبلْه؛ فاستقبله محمد بن يحيى وعامَّة العلماء. فنزل دار البخاريين، فقال لنا محمد بن يحيى: لا تسألوه عن شيء من الكلام (يعني علم الكلام أو العقيدة). فإنه إنْ أجابَ بخلاف ما نحن فيه، وقعَ بيننا وبينه
يمكنك الاطلاع أيضًا على: بحث عن الحضارة الإسلامية doc
ثم شمَّت بنا كُلَّ حَرورِيٍّ، وكُلَّ رافضِيٍّ، وكُلَّ جَهميٍّ، وكُلَّ مُرْجِئٍ بخراسان. لقد كان يقصد الفرق والجماعات التي كانت موجودة في ذلك الوقت.
قال: فازدحم الناس على محمد بن إسماعيل، حتى امتلأ السطح والدار. فلما كان اليوم الثاني أو الثالث، قام إليه رجل؛ فسألَه عن اللفظ بالقرآن، فقال: أفعالُنا مخلوقةٌ، وألفاظُنا من أفعالنا. فوقع بينهم اختلاف، فقال بعض الناس: قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، وقال بعضهم: لم يَقُلْ، حتى تواثَبوا، فاجتمع أهل الدَّار، وأخرجوهم.
يمكنك الاطلاع أيضًا على: موسي بن نصير وسيرته الذاتية
كتب الإمام مسلم وأعماله
وللإمام مُسلمٌ من الكتب أيضًا:
- كتاب الجامع على الأبواب
- كتاب الأسماء والكُنَى
- التمييز
- كتاب العلل
- الوحدان
- كتاب الأفراد
- الأقران
- كتاب سؤالاته أحمد بن حنبل
- حديث عمرو بن شعيب
- كتاب الانتفاع بأهب السباع
- مشايخ مالك
- كتاب مشايخ الثوري
- مشايخ شُعبة
- كتاب من ليس له إلا راوٍ واحدٍ
- المخضرمين
- كتاب أولاد الصحابة
- أوهام المحدثين
- كتاب الطبقات
- أفراد الشَّاميين
وفاته
وقد تُوفِّي الإمام مسلم بن الحجاج رضي الله عنه عشيَّة يوم الأحد. لقد دُفن يوم الإثنين لخمسٍ بَقِيْنَ من رجبٍ سنة 261هـ.
اترك رد