تطور وسائل الاعلام المرئية والرقمية هي طفرة في عالم الإعلام، ففي القديم كانت وسائل الإعلام ورقية فقط أو سماعية من خلال الراديو، أما لآن مع التطور والتقدم التكنولوجي الهائل، أصبح للتلفزيون الحيز الأكبر في نقل الخبر، وكذلك المواقع الإخبارية التي انتشرت بكثرة في الآونة الأخيرة، ونقدم لكم بحث متكامل من خلال موقع علوم بالعربي عن وسائل الإعلام يمكنكم تحميله بالكامل من هنا.
تطور وسائل الاعلام المرئية والرقمية
التطورات التي طرأت على التلفزيون والمحطات الأرضية
كانت بداية ظهور فكرة اختراع التلفزيون لدى المخترع الألماني بول جوتليب نيبكو، وكانت أول فكرة مبركة عندما قام باختراع القرص الدوار في عام 1884م وكان ذلك في سبيل نقل الصور من خلال الأسلاك.
أما في مطلع عشرينيات القرن الماضي تمكن المخترع جون لوجي بيرد الحصول على براءة اختراع لفكرة كان قد وضعها لاستخدام نظام قضبان شفاف وذلك للتمكن من التقاط ونقل الصور للتلفاز.
وفي عام 1923م قام المخترع تشارلزفرانسيس جينكينز رائد السينما الأمريكي والذي قام باختراع نظام تليفزيوني ميكانيكي قام بإطلاق عليه اسم Radiovision وهذا النظام يقوم بنقل الصور الظلية المتحركة.
وقد تمكن من افتتاح أول محطة إذاعية تليفزيونية في الولايات المتحدة وقد أطلق عليها اسم W3XK لشركة نيبكوفي التكنولوجية الخاصة به. اخترع تشارلز فرانسيس جنكينز نظاماً تلفزيونياً ميكانيكياً أُطلق عليه Radiovision.
والذي يستطيع نقل صورظلية متحركة عام 1923م، كما استطاع فتح أول محطة إذاعية تلفزيونية في الولايات المتحدة وكانت باسم W3XK . ( جرجس. 2020 . 27 )
أما في عام 1897م فقد قام العالم الألماني كارل فرديناند براون باختراع أنبوب أشعة الكاثود وقد استطاع ذلك الأنبوب في خلق الصور المرسلة في جهاز التلفاز ليتيح للمشاهد رؤيتها والاستمتاع بها.
ومع حلول عام 1927م تمكن العالم الأمريكي فيلوفارنزوورث من نقل أول صورة تليفزيونية بدرجة ستين خط أفقي. ( جرجس. 2020 . 29 )
لكن مع ذلك فقد كانت بداية انطلاق التليفزيون الأرضي يرجع إلى الشرارة الأولى لنظام البث التليفزيوني عبر المسافات الطويلة والذي بدأ من واشنطن، DC في السابع من أبريل عام 1927م.
وبعد ذلك انطلقت الإذاعة البريطانية BBC وبداية البث التلفزيوني رسميًا للجمهور في عام 1929م. وقد قام المطورون بتطوير أنبوب dissector والذي يعد بمثابة حجر الأساس لجميع الأجهزة الالكترونية الموجودة في وقتنا الحالي.
بعد ذلك بدأت بمرحلة التلفاز الرقمي والتي كانت في بادئ الأمر كانت بتلقي موجات وإشارات تمثيلية يتم صنعها من موجات الراديو ويتم إرسالها لأجهزة التلفاز.
وبالتالي وصلت تلك الإشارات التناظرية لأجهزة التلفاز وذلك عن طريق ثلاث طرق وهي الإشارات والموجات الخاصة بالأثير، وإشارات مرسلة عبر الأسلاك. والموجات المرسلة عبر الإرسال الأقمار الصناعية.
وكانت من بين محطات البث الرئيسية في هذا الصدد محطة أوربيتا والتي تم إنشاؤها في الاتحاد السوفيتي في عام 1967م والتي كانت تقوم على استخدام ساتل مولينا للقيام بإعادة البث الإذاعي وإيصال الإشارات التليفزيونية لمختلف المحطات الأرضية الهابطة. (صافي. 2017. 101 ).
يمكنك أيضًا الإطلاع على: نظريات التأثير الإعلامي محمد بن سعود البشر.
تطور الفضائيات ( التابعة للتليفزيون الحكومي و القنوات الخاصة)
وفي عام 1962م كانت أول إشارة للتلفزيون الفضائي التي كانت تنقل من أوروبا وذلك من خلال القمر تلستار إلى جميع نحاء أمريكا الشمالية. وبعد ذلك تم إطلاق أول ساتل للاتصالات ترامني سينكوم 2.
وعند حلول علام 1963م كان الموعد مع اطلاق أو ساتل اتصالات تجاري على مستوى العالم المسمى انتلسات الأول والذي أطلق عليه لقب (جون بيرد).
وفي السادس من أبريل عام 1965 تم اطلاق جون بيرد في مدار متزامن، وقد كانت أول شبكة وطنية لمختلف المحطات الفضائية التليفزيونية. ( الفياض. 2017. 57 )
وكانت الفكرة الأساسية هنا هى أن التليفزيون الفضائي يرتبط ارتباط وثيق بالأقمار الصناعية مثلها مثل غيرها من الاتصالات، والأطباق الخاصة بالتقاط الإشارات ونظم الإرسال تتميز بالحجم الكبير ويمكن تقديرها في القطر من 9 متر وحتى 12 متر (30- 40 قدم).
وكلما زاد القطر زادت قوة ودقة الإشارة للأقمار الصناعية، إذ أن طبق الإرسال يشير إلى القمر الصناعي الذي تم تحديده ونقل الإشارات المرسلة إليه وذلك ضمن تردد يتم تحديده.
ويتم استلام تلك الإشارات عن طريق أحد المستقبلات المحددة والمضبوطة على نطاق التردد الخاص للقمر الصناعي . (عبد الظاهر. 2020. 114 )
وفي مصر وبالرغم من أن قرار بدء بث إرسال التلفزيون المصري قد بدأ لتفكير فيه من أواسط الخمسينيات، إلا أنه قد تأخر بسبب العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956م مما تسبب في تأخر إنشاء التليفزيون المصري حتى أواخر عام 1959م.
فقد قامت جمهورية مصر العربية بإبرام عقد مع هيئة الإذاعة الأمريكية RCA ليتم إدخال شبكة للتلفزيون، بعد أن تم الانتهاء من إقامة مركز للإذاعة والتلفزيون في عام 1960م انطلق البث التليفزيون من مبنى الإذاعة والتليفزيون في 21 يوليو من عام 1960م.
وعند حلول عام 1970م وتحديدًا في الثالث عشر من شهر يوليو تم إطلاق المرسوم الجديد (ERTU) لاتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري، وعنه قد تم الشروع في إنشاء أربعة من القطاعات الهامة وهم : قطاع التلفزيون، وقطاع الهندسة، وقطاع الإذاعة، وقطاع التمويل.
وقد تم وضع معايير لكل قطاع وتم تعيين رئيس لكل قطاع والرئيس يكون تحت رئاسة وزير الإعلام الذي قام رئيس الدولة بتنصيبه في هذا المنصب ليباشر كل ما يتم بثه عبر القنوات المسموعة والمرئية في قطاع الإذاعة والتليفزيون.
القنوات المتخصصة
كانت بدايات ظهور القنوات المتخصصة في مصر من خلال الإعلام الحكومي وهو النمط السائد في الإعلام المصري حيث تبدأ الدولة بفتح المجال الإعلامي ثم يتبعها القطاع الخاص.
وكانت بداية القنوات الخاصة من خلال شبكة تليفزيون النيل التي بدأت بثها التجريبى في الحادي والثلاثين من شهر مايو من عام 1998، ثم بدء البث الفعلي لها ضمن احتفالات وزارة الإعلام المصرية بأعياد اكتوبر في نفس العام.
وكانت بدايات استقبال القنوات المتخصصة بواسطة جهاز يكودر خاص بها وشملت هذه القنوات في بدايتها كل من قناة النيل الدولية.
وهى قناة تختص بالدعاية لمصر في الخارج من خلال بث نشرات إخبارية باللغة الإنجليزية والفرنسية وعرض أعمال درامية مصر مصحوبة بترجمة إنجليزية وفرنسية أسفلها.
بعد ذلك ظهرت عدد من القنوات المتخصصة التابعة لشبكة تليفزيون النيل، وشملت قناة نايل دراما، و قناة نايل لايف ، وقناة نايل كوميدي، و قناة نايل سينما، وقناة نايل سبورت، وقناة نايل العائلة، وقناة النيل الثقافية، وقناة النيل الدولية، و قناة النيل للاخبار، و قناة مصر التعليمية، وقناة مصرالزراعية، وقناة صحتي. (الغضبان. 2010. 33)
وبعد ذلك بدأ ظهور الفضائيات المتخصصة الخاصة ومن بينها شبكات قنوات ميلودي التي تأسست في سنة 2003 م ، وقناة النهار دراما التي تتبع شبكة تليفزيون النهار ثم ظهرت فضائيات متخصصة في الدين وشملت قناة الرحمة، وقناة الناس، وقناة الحكمة).
ولكن مع ظهور شبكة قنوات CBC تغييرا نوعيا في مسار القنوات الفضائية المتخصصة بعد تأسيسها في الثاني من شهر يوليو من عام 2011 م.
وشملت عددا من القنوات المتخصصة مثل قناة سي بي سي سفرة المتخصصة في المطبخ، وسي بي سي اكسترا، وهى قناة متخصصة في الأخبار، وقناة وسي بي سي دراما المتخصصة في عرض المسلسلات العربية. وفي عام 2017 تم تأسيس مجموعة قنوات DMC وشملت شبكة DMC قناة DMC سبورت، وقناة DMC دراما.
يمكنك الإطلاع أيضًا على: دور الاعلام التقليدي والحديث في إدارة أزمة كوفيد -19.
الأقمار الصناعية (نايل سات) و كيف ساهمت في تطور الاعلام المرئي في مصر
كان ظهور الأقمار الصناعية، النايل سات، مع بداية تأسيس الشركة المصرية للأقمار الصناعية أو نايل سات (بالإنجليزية: Nilesat) في عام 1996م.
وكانت بداية عمل شركة النايل سات من خلال القمرين الصناعيين المصريين نايل سات 101 ونايل سات 102، ونايل سات 103، ثم أطلقت شركة نايل سات قمرها الثالث نايل سات 201 والأخير يحمل أكثر من 1600 قناة من بينهم 321 قناة إذاعية وباقي القنوات عبارة عن قنوات تليفزيونية ومشفرة .
وساهمت شركة النايل سات في تطوير الإعلام المرئي في مصر من خلال توفير خدمة البث الفضائي عالي الجودة للإذاعات والفضائيات العامة والخاصة.
وهو ما ساعد على تخفيض تكلفة بث الفضائيات التلفزيونية وتخفيض تكلفة تأسيس وسائل إعلام مرئي في مصر خاصة بعد دخول القطاع الخاص في هذا المجال. (الفياض. 70. 87 )
المواقع و البوابات الاخبارية الخاصة و الحكومية
ظهرت المواقع والبوابات الإخبارية في مصر من خلال شركات البرمجة وخدمات المحتوى الإليكتروني بالأساس وليس شركات الإعلام أو البث الفضائي.
وكانت هذه البوابات تستهدف في البداية الإعلان عن طريق شركات منح الإعلانات ومحركات البحث العملاقة مثل جوجل وغيرها، وهى مصادر إعلانات لم تكن معروفة في مصر على نطاق واسع.
وبدأت البوابات الأخبارية على هيئة مدونات بسيطة، ثم توسعت مع انتشار البرمجة وبدا للوهلة الأولى أن هناك من يطرح نفسه بديلا للصحف الورقية، ثم ما لبثت الصحف الورقية نفسها أن انتبهت لأهمية المواقع الإليكترونية.
وبدأت الصحف الورقية في استخداث مواقع إليكترونية لها، وإن كانت بدائية وتعتمد فقط على مجرد نسخة رقمية من الصحف الورقية، وعرفت هذه البوابات في ذلك الحين بأنها مواقع الجيل الأول.
لكن في الجيل الثالث بدأت الصحف الورقية تنتبه إلى إلى انتشار الأنرتنت وشعبيته بين الشباب وهى الشعبية التي طغت على شعبية الصحف الورقية.
فظهرت مواقع الجيل الثاني وهو ما بدأته صحيفة المصري اليوم من خلال بوابة إعلامية متطورة يتم تحديثها على مدار الساعة من خلال، ولجأت صحيفة المصري اليوم لنشر فيديوهات خاصة بها.
ومع ظهور اليوم السابع بدأت الجيل الثالث من البوابات والمواقع الإخبارية وظهر من خلال إمكانيات جديدة على الصعيد التحريري والتقني أن البوابات والمواقع الإخبارية أصبحت في طريقها للتفوق على الصحف الورقية التقلديية.
خاصة مع استعانة اليوم السابع بعدد كبير من المحررين واعتمادها على السرعة في نقل الخبر والمعلومة ونقل شكل الخبر العاجل الذي اعتمدته الفضائيات للبوابات الإخبارية، ونقل تقنيات عمل الفضائيات لمواقع الويب من خلال توظيف إمكانيات شبكة اليوتيوب لخلق تليفزيون افتراضي جديد.
المراجع
- ميلاد ألفي جرجس( 2020 ) . الإذاعة والتلفزيون كظاهرة عالمية . دار غيداء للنشر والتوزيع. عمان. الأردن.
- مرشد عبد صافي ( 2017 ) . الإعلام الإذاعي والتلفزيوني. دار المنهل للنشر والتوزيع. عمان. الأردن.
- بواسطة محمد موسى محمد أحمد البر( 2017 ). وسائل الاتصال في الدولة الإسلامية ودورها في نشر الوعي الديني. الأكاديمية الحديثة للكتاب الجامعي. القاهرة. مصر.
- محمد الفياض ( 2017 ). الإعلام الفضائي الدولي والعربي (النشأة التطويرية وصناعة الأخبار). دار الخليج للنشر والتوزيع. عمان. الأردن.
- حمدي عبد الظاهر ( 2020 ). القنوات الفضائية المتخصصة. دار ضمة للنشر والتوزيع. القاهرة . مصر.
- السيد الغضبان ( 2010 ). الفضائيات العربية ما لها .. و ما عليها. دار سفير الدولية للنشر والتوزيع. القاهرة. مصر.
- محمد سيد ريان ( 2013 ). الفيس بوك والثورة المصرية. مؤسسة دار التحرير للنشر والتوزيع. كتاب الجمهورية. القاهرة. مصر.
- تغريد مصطفى علي جمعة ( 2018 ). النشر الإلكتروني في الجامعات المصرية. المكتبة الأكاديمية للنشر والتوزيع. القاهرة. مصر
1 Comment