تطور الفكر الإداري
تطور الفكر الإداري

يمر علم الإدارة بعدّة مراحل تطوّريّة، أهمّها تلك التي صاحبَت بدايات القرن العشرين، مع النهوض الاقتصادي وتراكم الأعباء التنظيميّة والإداريّة وظهور أنظمة سياسيّة جديدة، ممّا استدعَى ضرورة وضع شكل تنظيمي جديد يضمن استمراريّة الإنتاج. وقد انقسم تطور الفكر الإداري إلى 6 مدارس فكرية.

تطور الفكر الإداري والمدرسة التقليدية أو الكلاسيكية:

وقد تَشكَّلت أفكار المدرسة التقليدية من عدّة نظريّات علميّة وفكرية، وهي ثلاث نظريّات:

1- الإدارة الإداريّة:

وهي مجموعة المبادئ التي وضعها المهندس الفرنسي هنري فايول وحاول تطبيقها في قطاع الأعمال الفرنسي، حيث سعى إلى تنظيم المسائل المتعلّقة بالإداريّات ومتابعة عمل الموظّفين، وتلتزم الإدارة في نظريّته بعدّة وظائف، وهي: السيطرة، والتنظيم، والقيادة، والتنسيق، والتخطيط. وقد اعتمدت نظريّته بشكل أساسي على فكرة تقسيم العمل لعدّة أقسام ومراحل تتم وفقًا للتخصصات اللازمة لكل مرحلة.

يمكنك الاطلاع أيضًا على: خطوات وطرق تحديد مهارات الأهداف الحياتية

2- الإدارة العلمية:

وقد ظهرت هذه النظريّة في نهايات القرن التاسع عشر، وتقوم على التزام المديرين بمجموعة من القواعد والمنهجيّات التي تُمكّنهم من حل مشكلات وقضايا العمل وتساعد على استمراريّته، وقد كان المفكّر الاقتصادي فردريك تايلر من أوائل علماء الاقتصاد الذين صاغوا أساسات هذه النظريّة، ولكن لم تحقّق هذه النظريّة نجاحًا ملموسًا على المدى الطويل، لأن أغلب القرارات الإدارية كانت تعسّفيّة، ممّا أدّى إلى ظهور النزاعات بين المديرين والعمّال.

تطور الفكر الإداري
تطور الفكر الإداري

3- الإدارة البيروقراطيّة:

وقد وضع أسس هذه النظريّة المفكّر الاقتصادي ماكس ويبر، حيث لاحظ أن أغلب المنشآت كانت نتائج عملها تتأثر بشكل مباشر بالعلاقات الشخصيّة ممّا أثّر على أدائها وفاعليّتها، فاقترح أسلوبًا جديدًا للعمل والذي يُسمّى بالتنظيم البيروقراطي؛ وهو المعتمد أساسًا على التسلسل الهرمي في تقسيم العمل، حيث يقوم على اختيار العمّال والموظّفين، ثم ترقيتهم بناء على الكفاءة بصرف النظر عن أي علاقات شخصيّة.

يمكنك الاطلاع أيضًا على: الإشراف الإداري وأهميته وأهم صفات المشرف الناجح

تطور الفكر الإداري ومدرسة العلاقات الإنسانية:

ظهرت هذه المدرسة بعد الحرب العالميّة الثانية، حيث لاحظ كثير من المدراء بأن العامل الإنساني قد تم إغفاله بشكل شبه كامل في كل المنشآت، حيث انصبّ اهتمام المدراء على النواحي الفنّية بغض النظر عن الاحتياجات الإنسانيّة المؤثّرة على الإنتاج.

– تجارب ونتائج هاوثورن Hawthorne– 1924- 1932:

  • بدأت مراعاة احتياجات العاملين الاجتماعيّة لأول مرة في بيئة العمل.
  •  يجب على القيادة الإداريّة تحفيز العاملين بإشباع احتياجاتهم الاجتماعية.
  •  الحوافز المعنويّة لها دور هام جدًا في نمو العمل.

 العوامل التي ساعدت على ظهور المدرسة:

  •  انتشار الحركات النقابيّة وتنظيمات العمل غير الرسمية.
  • زيادة الثقافة العُمّالية.
  • ارتفاع تكاليف الإنتاج.

تطور الفكر الإداري والمدرسة السلوكية:

وقد ظهرت هذه المدرسة نتيجة لعدم قدرة المدرسة الكلاسيكية على إظهار نتائج متميّزة، وذلك بسبب اهتمامها بالإنتاج والكفاءة، وإهمالها للعامل البشري، وقد بدأ بعض المفكّرين الاقتصاديين –مثل روبرت أون وماري باركر فيوليت- في التركيز على العوامل الإنسانيّة والعمل الجماعي ومراعاة بيئة العمل المناسبة للأفراد ممّا يُساعدهم على الإنتاج، وتقوم هذه النظريّة على ما يُسمّى بهرم الحاجات أو هرم ماسلو.

يمكنك الاطلاع أيضًا على: مهام إدارة الموارد البشرية (HR)

تطور الفكر الإداري ومدرسة اتخاذ القرارات:

تقوم هذه المدرسة على مبدأ أن التنظيم والإدارة هو عمل تعاوُني مُشترك يقوم أساسًا على اتخاذ القرارات، وتحديد العوامل المؤثّرة على خطوات تنفيذ هذه القرارات، كما تشترط توفر عنصر الرغبة في المشاركة عند الأفراد ممّا يُساعد على وضع كل فرد في موضعه وضمان التعاون فيما بينهم وصولًا إلى الهدف المنشود. ولابد من توافر ثلاثة عناصر رئيسية في التنظيم وهي:

  1. وحدة الهدف بين أعضاء التنظيم.
  2. سهولة الاتصال بين أعضاء التنظيم.
  3.  الرغبة في المشاركة والتعاون بين الأعضاء.

تطور الفكر الإداري ومدرسة إدارة النُظم:

وقد ظهرت مدرسة إدارة النُظم في عام 1965 تقريبًا، وتقوم على تقسيم النظام إلى مجموعة من العناصر والأجزاء ويقوم كل منها بتحقيق هدف محدد، وتعمل هذه العناصر معًا بشكل متناسق وصولًا إلى الهدف الإجمالي للمنظمة، ومن أهم الأنظمة الفرعية: نظام المحاسبة، ونظام التمويل، ونظام الإنتاج، والتسويق.

تطور الفكر الإداري والمدارس الحديثة:

– نظرية الإدارية اليابانية:

وقد قامت النظرية الإدارية اليابانية بالدمج بين مبادئ الإدارة العلمية، ومبادئ نظرية العلاقة الإنسانية.

– نظرية وليام أوتشي Z:

وهي النظرية التي طرحها المفكر الاقتصادي الياباني وليام أوتشي، وطرحها في كتاب “نظرية Z” ممّا ساعد الشركات اليابانية على تحقيق إنتاجية أعلى من إنتاجية الشركات الأمريكية.

قامت النظرية على عدّة عناصر منها:

  •  الاستقرار والأمن الوظيفي، وضمان الوظيفة للموظف مدى الحياة.
  •  العمل كفريق.
  •  المشاركة في اتخاذ القرار.

الخاتمة

إن التطور الإداري مع تنوع المدراس الخاصة أعطي الفرصة للشركات والقيادات من أجل تحقيق النجاح المرغوب فيه. تعددت المدارس الفكرية وتطورت من المدرسة الكلاسيكية وانتهت حتي الآن بالمدرسة الحديثة ويزال النظام الإداري  في تطور فكري من أجل تحقيق الأهداف.

Verified by MonsterInsights