لا شك أن إدارة الصيدلية منصب حساس للغاية، إذ يجتمع في هذا المنصب مسئولية نجاح الصيدلية كمشروع تجاري يهدف للربح، وكذلك مسئولية نجاحه طبياً لأنه يهتم بصحة المرضى، وسنعرف من خلال هذا المقال كيف يمكن إدارة الصيدلية بنجاح، وسنعرف مسئوليات المدير بالتفصيل، وكذلك سنشير إلى أساليب تعامل المدير مع العاملين في الصيدلية، كالصيادلة والمساعدين وغيرهم.

إدارة الصيدلية
الصيدلية تعد مؤسسة اقتصادية صغيرة، لذلك يجب أن يطبق عليها أسلوب إدارة معين بنظام محدد، وحتى يتم ذلك بشكل صحيح يجب أن يتم توزيع المهام والأدوار بشكل سليم بين مدير الصيدلية والعاملين بها، وهذا ما سنوضحه في الفقرات التالية.
مهمات مدير الصيدلية
يعد مدير الصيدلية مسئولاً بشكل مباشر، أو بشكل غير مباشر-من خلال الإشراف على الصيادلة- عن نصح المرضى بخصوص الأدوية المصروفة لهم، كالجرعة والآثار الجانبية المتوقعة وموانع الاستخدام، ومناسبته لكبار السن أو الأطفال أو الحوامل أو المرضعات وما إلى ذلك.
كذلك يعد مسئولاً مع الصيادلة عن مراجعة صحة الروشتات الطبية، والتواصل مع الطبيب في حالة وجود أخطاء في الروشتة لكي يتم إصلاحها، وأيضاً يجب عليه التعامل مع شكاوى العملاء وتنفيذ طلباتهم.
يمكنك كذلك الاطلاع على: الإشراف الإداري وأهميته وأهم صفات المشرف الناجح
مدير الصيدلية والعاملين بها
من أهم مهمات مدير الصيدلية قيادة فريق عمل الصيدلية بنجاح نحو تأدية مهماتهم، وحل المشاكل التي تواجههم وتطويرهم وتعليمهم بشكل مستمر لرفع كفاءتهم، كذلك يجب عليه التواصل المستمر معهم وحل المشاكل بينهم لخلق بيئة عمل صحية.
وبشكل عام يوجد أسلوبان في القيادة، وهما الأسلوب الديموقراطي،والأسلوب الأوتوقراطي، أو يمكن تسميتها بالأسلوب المركزي واللامركزي.
- الأسلوب الديموقراطي
فهو يعتمد على منح المديرللعاملين مساحة للتفكير والمشاركة في اتخاذ القرارات معه، مما يخلق مناخ إبداعي للعاملين، كما ينمي من قدراتهم ومهاراتهم، ويوسع مجال تفكيرهم من التفكير حصراً في مهماتهم إلى التفكير بشكل أوسع والرؤية من وجهة نظر المدير، كذلك قد يمنحهم قدراً من السلطة لاتخاذ بعض القرارات دون الرجوع له، ولذلك يسمى هذا الأسلوب أيضاً بالأسلوب اللامركزي حيث لا تنحصر السلطة واتخاذ القرارات في المدير فقط.
- الأسلوب الأوتوقراطي
أو الأسلوب المركزي فهو يحصر سلطة اتخاذ القرار في يد المدير، وبالطبع هذا له عيوب وهي:
- لا يسمح للقدرات الإبداعية بالظهور والنمو.
- لا يتيح الفرصة للقدرات الإدارية للعاملين بالصيدلية للتطور.
- كما أن يتم رفع كل المشكلات للمدير لكي يتم حلها.
- تكدس المهام على المدير قد يؤدي لإرهاقه وكذلك تعطيل أداء بعض المهمات أحياناً، وأيضاً حدوث مشكلة إدارية في حال غيابه.
ولكن، في المقابل بالتأكيد لهذا الأسلوب مزايا كثيرة حيث أن حصر عملية اتخاذ القرار في يده يرفع من جودة هذه العملية حيث أنه الشخص الوحيد الذي يمتلك الصورة الكافية من كافة النواحي، بعكس العاملين تحته الذين تنحصر رؤية كل منهم في متطلبات وظيفته فقط.، وكذلك من فوائد الأوتوقراطية: توحيد طريقة التفكير ووسائل تحقيق الأهداف لأن فرد واحد هو من يحدد ذلك، بينما في الأسلوب اللامركزي قد يحدث تضارب بين العاملين والمدير.
كذلك المدير هو المسئول عن إجراء مقابلات التعيين مع المتقدمين للوظائف الشاغرة في الصيدلية، واتخاذ قرار بشأن تعيينهم من عدمه.
مدير الصيدلية والمتدربين الجدد
يشرف المدير على إعداد برامج التدريب للعاملين الجدد من صيادلة، ومساعدين وغيرهم ويتأكد من عدم إتمامهم للتدريب إلا بعد تمكنهم من القيام بكل المهام المنوطة بهم.
مدير الصيدلية والأدوية
كذلك يعد مسئولاً عن الآتي بخصوص الدواء:
- الطلبيات اليومية للأدوية.
- متابعة وإدارة مخزون الصيدلية باستمرار حتى لا تتفد بشكل مفاجئ مما يؤدي لفقدان عمليات بيع وربما زبائن.
- الإشراف على والمشاركة في مراجعة تواريخ الصلاحية باستمرار والتخلص من الأدوية منتهية الصلاحية.
- الإشراف والمشاركة في تحضير الأدوية.
مدير الصيدلية والقوانين
يشرف مدير الصيدلية على استمرارية اتباع الصيدلية لقوانين الدولة أو المحافظة أو الولاية التي تتبعها الصيدلية.
المهارات اللازمة لإدارة الصيدلية
تعد مهمات هذا المنصب كثيرة ومتشابكة للغاية، مما يجعل مهارات كثيرة لازمة أن تجتمع في شخص المدير، ومن هذه المهارات:
- علم قوي بالأمراض والأدوية وكل ما يتعلق بها من استخداماتها وجرعاتها وآثارها الجانبية وموانع استخدامها وكيفية تعاطيها.
- علم قوي بالأسماء التجارية للمواد الفعالة ومتابعة مستمرة للأصناف الجديدة وأسعارها توافرها في السوق من عدمه.
- مهارات تواصل ممتازة مع فريق العمل بكافة تخصصاته، ومع المرضى والمؤسسات الأخرى.
- مهارات تنظيمية وإدارية قوية.
- قدرة عالية على تنظيم الوقت.
- التحكم العالي في النفس وعدم الانفعال على الآخرين.
- المرونة في الوقت والنزول لأوقات طويلة الصيدلية لمتابعتها وتغطية الغياب المفاجئ للآخرين.
يمكنك كذلك الاطلاع على: تطور الفكر الإداري
كيف تفوز باحترام العاملين
لا شك أن احترام العاملين للمدير ركيزة أساسية للنجاح في أي مؤسسة من المؤسسات، ومنها الصيدلية بالتأكيد. فاحترام العاملين للمدير يكفل تنفيذ ما يطلبه بنجاح، وربما أكثر مما يطلب. فالاحترام يعد سلطة معنوية مضافة للسلطة الفعلية للمدير بحكم منصبه. هناك طرق كثيرة لاكتساب احترام العاملين نذكر منها التالي :
١- امنح قبل أن تطلب
يجب عليك أن تمنح العاملين الاحترام الذي يليق بهم قبل أن تتوقع أن يحترموك، فالعطاء دوماً قبل الطلب.
٢- كن كفءاً
يجب أن تكون ذو كفاءة عالية، وأن تظهر أن مساهمتك فعالة حقاً في العمل، وألا تلقي حمل العمل على الآخرين لمجرد أنك المدير.
٣- الاعتراف بالأخطاء
العناد وعدم الإقرار بالخطأ يؤدي إلى فقدان مصداقيتك وشفايفتك أمام العاملين، كما أنه صفة مُعدية ستنتقل إليهم بلا شك.
٤-تقدير الأداء الجيد
يمكنك فعل ذلك بما يناسب كل شخص، فيمكنك أن تمدح أحدهم أمام الجميع، أو إعطاء جائزة مادية، أو تهنئته بشكل خاص.
٥-اللوم يمنع التعلم
اعتبر أخطاء العاملين لديك فرصة لتعليمهم وبالتالي تطورهم، فلومك لهم يؤذيهم ويولد مشاعر سلبية تجاهك.
٦-استطلع آراءهم باستمرار عن قيادتك
لا تتوقع أن أكثر العاملين لديهم الجرأة لإيضاح النقاط السلبية عندك.يجب أن تقوم بذلك بنفسك.وإعطائهم الفرصة لإبداء آرائهم وتقبلها يؤدي لتعزيز احترامهم لك، كما سيؤدي لقبولهم النصائح.
٧- لا تُفرِط في الإدارة
أكثر الأشياء يمكن القيام بها بطرق مختلفة، فلا يجب أن تجعل الجميع يقوم بها بنفس طريقتك طالما يستطيعون القيام بها بشكل صحيح في النهاية لأن هذا سيظهرك بمظهر المتسلط الذي لا يعترف بقدرات غيره.
اترك رد