طرق قياس السلوك في بحوث علم النفس
طرق قياس السلوك في بحوث علم النفس

طرق قياس السلوك في بحوث علم النفس .. دراسة وصفية

طرق قياس السلوك في بحوث علم النفس هو موضوعنا اليوم، حيث أن السلوك الإنساني هو الظاهرة الأكثر تأثيرا في الحياة العامة على خلاف القطاع الذي يهتم به كل من علم النفس السلوكي وعلم الاجتماعي على حد سواء، ولعل السلوك الإنساني هو الذي يتر ك أثره على كل عملية اجتماعية سواء كانت هذه العملية الاجتماعية ضمن عمليات التربية والتنشية أو ضمن عمليات الإنتاج . ولذلك ليس من قبيل المصادفة أن يكون سلوك الإنسان هو محور العديد من آيات القرآن الكريم، وذلك مصداقا لقول الله تعالى : (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )  ( الزلزلة – آية 7 ).

 

طرق قياس السلوك في بحوث علم النفس
طرق قياس السلوك في بحوث علم النفس

طرق قياس السلوك في بحوث علم النفس

ولذلك فإن فهم علم النفس والسلوك البشري يعتبر هو هو حجر الزاوية في كمية هائلة من الأبحاث التي تجرى اليوم.([1]) وفيما يخص طرق قياس السلوك فقد أصبح من أولويات علم الاجتماعي وعلم النفسي  وما يسمى بعلم النفس السلوكي خاصة مع انتشار ظواهر أدت للمزيد من الاهتمام بهذا الفرع العلمي، ومن اهم هذه الظواهر   ما يصطلح عليه بالعنف في المجتمعات على اختلافها، فقد أصبح السوك العنيف  ظاهرة عالمية، حتى أنه شكل محورا لانعقاد الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة عام 1998.([2])

وقد استخدمت الأدبيات على اختلافها مقاربات علمية  مختلفة لوصف طرق قياس السلوكيات الطارئة على سبيل المثال ما يستخدم من طرق لقياس السلوك للطلاب في ظل المتغيرات المجتمعية والعالمية. على سبيل المثال،فإم  (ستيوارت وآخرون)([3]) عندما وضع مقاربة نظرية لقياس سلوك الطلاب إلى السماح لهم بحدوث انتهاكات تخريبية أو سلوكية في المدرسة، على سبيل المثال، التأخير، التخريب، القتال، السرقة، التدخين. عندما تكون هناك قواعد وأنظمة صريحة لقياس السلوك في المدرسة والفصول الدراسية، فإن انتهاكها هو على ما يبدو “سوء سلوك أو سلوك سيئ أو مشكلة انضباط”. ومع ذلك، النظر إلى سلوك معين على أنه مشكلة قد لا يكون بالضرورة أنه يُعد خرقًا للقواعد، ولكنه غير مناسب أو مزعج في الفصل الدراسي المنضبط. على سبيل المثال، تتم تسمية أحلام اليقظة (السرحان) في الفصل الدراسي، وعدم إكمال الواجبات المنزلية، والتحدث في الصف، مثلها مثل، سلوك البلطجة، والفظاظة مع المدرس باسم “سلوكيات المشكلات أو السلوكيات الطارئة”([4])، أو “مشكلات السلوك”، أو “السلوكيات التخريبية””.([5])

المبحث الأول : المنهجية والإطار النظري

أهمية الدراسة

تستمد هذه الدراسة أهميتها من أهمية عملية قياس السوك لوصف طبيعة المشكلات السلوكية التي تطرأ على تصرفات أفراد المجتمع و السلوكيات الطارئة على المجتمع، و تنعكس السلوكيات الطارئة على أفراد المجتمع  على ظهور العديد من الاشكاليات، يصعب معها تحديد دقيق للمعايير التي تحكم السلوك الطارئ لأفراد المجتمع، ومن ثم تركز هذه الدراسة على إبراز طرق قياس السلوك وما يرتبط بهذه الطرق من أهمية عمليات قياس السلوك ويضفي أهمية خاصة على عمليات قياسها ويعطي البحوث التي تتعلق بقياس السلوك أهمية خاصة.

  مشكلة الدراسة

طرق قياس السلوك تعد أداة علمية مهمة في كثير من مجالات الحياة خاصة فيما يتعلق بالمشاكل السلوكية  التربوية من المجالات التي تحظى باهتمام كبير في مجال التربية والتعليم، وأخطر هذه المشاكل السلوكيات الطارئة على أفراد المجتمع وأخطر هذه السلوكيات هو الإنحراف الناتج عن أسباب اجتماعية مختلفة مثل الفشل الدراسي الدراسي مثلا وهو ما جعل العديد من الباحثين والدارسين والمتخصين يهتمون بذلك المجال باعتباره من أهم مجالات التربية، فالهدف الأساسي لأي مؤسسة تعليمية في أي بلد هو تحقيق صورة جيدة وإيجابية للسوق التعليمي، خاصة وأن التعليم يعد جزءًا لا يتجزأ من علامات تحضر وتقدم الدول. ولاشك أن الواقع  الاجتماعي في دول كثيرة يتطلب تطبيق أدوات لقياس السلوك، وهو ما جعل دراسات عديدة تبحث حول حقيقة دراسة السلوك، وهى مشكلة هذه الدراسة.

يمكنك كذلك الأطلاع على: علم النفس الاجتماعي

أسئلة الدراسة

حاول الباحث من خلال دراسته الإجابة على عدد من التساؤلات وشملت هذه التساؤلات :

1- ما هي مجالات المشكلات السلوكية الطارئة التي تستخدم فيها أداوات طرق دراسة السلوك؟

2- ما هي المعايير التي تحكم مدى استخدام أدوات طرق دراسة السلوك خاصة فيما يتعلق بالمشكلات السلوكية الطارئة في المجتمع؟

3 – ما هي الانعكاسات السلبية لعدم وجود طرق أدوات لدراسة السلوك والتعرف على  المشكلات السلوكية الطارئة في المجتمع؟

هدف الدراسة

هدفت الدراسة للوقوف على طرق قيا السلوك ، بالإضافة إلى توجيه أنظار صانعي القرار للأهمية الاعتماد على طرق قياس السلوك لسبر غور للواقع السلوكي والنفسي الذي كثير من الفئات الاجتماعية في المجتمع.

منهج الدراسة

تتبع الدراسة المنهج الوصفي التحليلي الذي يعتمد على رصد عناصر الموضوع وتحليلها وإبرازها، في محاولة للإجابة على تساؤلات الدراسة، مع الاعتماد على بعض الأساليب الإحصائية، مثل (معامل ارتباط بيرسون بين العبارة والدرجة الكلية للمحور الذي تنتمي إلية العبارة)، وذلك لتقدير مدي وجود علاقة سببية بين المتغيرات، بالإضافة إلى استخدام التكرارات والنسب المئوية والرتب لوصف خصائص أفراد العينة المبحوثة. وذلك في محاولة لبيان طبيعة السلوكيات الطارئة، التي يقوم بها طلاب المرحلة الإعدادية، وتمثل مشكلات سلوكية تضر بالطالب الذي يقوم بها وبالمجتمع المدرسي المحيط به. وذلك على اعتبار أن المنهج الوصفي هو أفضل المناهج للوصول لنتائج من خلال استعراض العلاقات الظاهرة بين مكونات المشكلة محل الدراسة.[6]

كما تتبع الدراسة أيضا الأسلوب الاستقرائي والاستنباطي في البحث، حيث يتم الاعتماد بشكل أساسي على معلومات مُستقاة مباشرة من الدراسات والأبحاث، والمصادر الأولية والثانوية القانونية والقضائية المتعلقة بهذا الموضوع.

ثالثاً:سيتم أيضاً الاستعانة بنموذج لاستبانة استقصاء وتوزيعها على العينة المبحوثة، والتي تمثل مجتمع الدراسة تمثيلا صحيحاً، وذلك لإجراء الدراسة الاستطلاعية على عينة من المدرسين والمدرسات في مدارس تربية الرصافة الواقعة في مدينة بغداد العراقية، للتعرف على السلوكيات الطارئة على طلبة الإعدادية في ظل المتغيرات المجتمعية من وجهة نظر أساتذتهم.

  الدراسات السابقة

تطرقت العديد من الدراسات السابقة لدراسة الموضوع المتعلق بطرق قياس السلوك ،  وهى في نفس الوقت دراسات تناول طرق قياس السلوك في عينات مختلفة من المجتمع، ومن هذه الدراسات

أولاً: الدراسات العربية

 دراسة (عبدالباقي دفع الله أحمد، 2013)([7])

بعنوان: “بعض المشكلات السلوكية وسط الطلاب المراهقين: دراسة ميدانية على طلاب المدارس الثانوية الحكومية بمحلية الخرطوم”.

1- هدف الدراسة

هدفت هذه الدراسة لمعرفة أكثر المشكلات حدة (الإخلال بالنظم واللوائح، الإخلال بالمعايير الأسرية، مشكلات النظام والترتيب، ومشكلات التركيز وتنظيم الوقت) وسط طلاب المرحلة الثانوية بمحلية الخرطوم. كما هدفت إلى معرفة الفروق في المشكلات السلوكية تبعا لبعض متغيرات مجتمع الطلاب، مثل النوع والفصل الدراسي. ولتحقيق هذه الأهداف استخدم الباحثان المنهج الوصفي الارتباطي، استخدم الباحثان طريقة سحب العينة العشوائي الطبقية لاختيار (802) طالبا، (402) ذكرا، و (400) أنثى.

2- أدوات الدراسة

تمثلت في مقياس المشكلات السلوكية للمراهقين، هذا إضافة لقائمة بالمعلومات الأساسية لأفراد العينة. تمت معالجة البيانات باستخدام الحزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية، بتطبيق اختبار (ت)، واختبار التباين الأحادي، ومعامل ارتباطي بيرسون وسبيرمان.

3- نتائج الدراسة

وتوصلت الدراسة لمجموعة من النتائج أهمها: أن التهرب من القيام بأداء الواجبات المدرسية، والتأخر عن المواعيد المدرسة، والتحدث أثناء الحصص مع الزملاء والإكثار من الحركة داخل الفصل، والأكل داخل الفصل، من أكثر المشكلات حدة وسط الطلاب. كما اتضح أن الطلاب الذكور يتفوقون بدرجة دالة إحصائيا بالمشكلات المتعلقة بالإخلال بالنظم واللوائح المدرسية، والإخلال بالمعايير الأسرية والاجتماعية، بينما تتفوق الإناث بدرجة دالة إحصائيا في المشكلات المتعلقة بالنظام والترتيب ومشكلات التركيز وتنظيم الوقت. كما بينت النتائج أن طلاب الصف الثالث يتفوقون في جميع المشكلات السلوكية على طلاب الفصلين الأول والثاني. أخيرا قام الباحثان باقتراح بعض التوصيات بناءً على نتائج الدراسة، كما ذيلت الدراسة بمجموعة من المراجع التي تمت استشارتها أثناء كتابة هذه الدراسة. أهم المصطلحات: المشكلات السلوكية،، طلاب المرحلة الثانوية (المراهقة).

 دراسة (عبدالجليل العاقب المبارك، 2013) ([8])

“معايير تحديد بعض المشكلات السلوكية من وجهة نظر المعلمين وعلاقتها ببعض المتغيرات الديموغرافية دراسة ميدانية على تلاميذ المدارس مديرية التربية والتعليم في محافظة عجلون”.

هدفت هذه الدراسة إلى التعرف بعض المشكلات السلوكية لدى تلاميذ المرحل الابتدائية العليا في المدارس التابعة لمديرية التربية والتعليم في محافظة عجلون في الأردن من وجهة نظر المعلمين. تكونت عينة البحث من 304 معلما ومعلما، منهم 114 معلما، و190 معلمة، تم اختيارهم بالطريقة العشوائية المنظمة.

أداة الدراسة: تم الاعتماد في الدراسة على استبانة استقصاء، تضمنت فقرات حلول المشكلات السلوكية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية العليا في المدارس التابع لمديرية التربية والتعليم في محافظة عجلون في الأردن، موزعة على ست مجالات، هي: الغياب المتكرر، والكذب، عدم استجابة الطالب لأوامر المعلم، الغش، السلوك العدواني، والنشاط الزائد.

وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج، أهمها: أن المعايير للحكم على مدى انتشار المشكلات السلوكية لدى تلاميذ جاءت على النحو الآتي، حيث جاء معيار تكرار السلوك بالمرتبة الأولى، تلاه معيار مخالف المعايير الاجتماعية، ثم معيار طبيعة السلوك في المرتبة الثالثة، وجاء في المرتبة قبل الأخيرة معيار شدة حدوث السلوك، في حين جاء في المرتبة الأخيرة معيار مدة حدوث السلوك، حيث أن درجة المشكلات السلوكية ككل، وكل مجال من مجالاتها (مجال السلوك العدواني – مجال الغياب المتكرر، مجال الكذب، مجال عدم استجابة الطالب لأوامر المعلم، مجال الغش، ومجال النشاط الزائد).

 دراسة (الماحي زوبيدة، 2015)([9])، بعنوان:

“دراسة إحصائية استكشافية وصفية للسـلوك العدواني في مرحلتي التعليمين الابتدائي والمتوسط”.

هدفت هذه الدراسة إلى إعداد دراسة إحصائية استكشافية وصفية للسـلوك العدواني في مرحلتي التعليمين الابتدائي والمتوسط، للتعرف على أبرز المشكلات السلوكية التي قد تطرأ على تصرفات الطلاب في المرحلة الإعدادية والتي تكون في الغالب غير مقبولة من قبل المدرسين والمدرسات.

وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج، أهمها:أضحى العدوان في الوسط المدرسي الجزائري مشكلة سلوكية تؤثر سلبا على صورة المدرسة ومخرجاتها عموما، وبالأخص على تلميذ التعليم الابتدائي والمتوسط. كما تشير إليه الدراسة الحالية، والتي حققت كل الفرضيات منها أن السلوك العدواني في المدرسة وإن كان يقتصر على سلوكات عدوانية في الابتدائي، فإن مظاهره تبدو جلية أكثر في المتوسط. ويرى التلاميذ أن سلوكهم العنيف هو رد فعل على الأساليب العقابية التي يرونها استفزازية من قبل الطاقم الإداري والتربوي للمؤسسة. وأظهر أفراد العينة عدة أسباب وأشكال للسلوك العدواني السائد في مدارسنا، كما قدموا جملة من الاقتراحات التي يمكنها أن تساهم في التخفيف منه.

 دراسة (Xiquan Ma MD &Yuhong Yao MD , 2012 )([10])، بعنوان:

” Prevalence of behavioral problems and related family functioning among middle school students in an eastern city of China “.

هدفت هذه الدراسة إلى استكشاف مدى انتشار المشاكل السلوكية بين المراهقين في المدارس الإعدادية، وكذلك مستويات أسرهم من الوظائف أو الاختلال الوظيفي التي تسهم في مشاكل الأطفال السلوكية في البر الرئيسي للصين.

أداة الدراسة: اعتمدت الدراسة على الأسلوب الاستطلاعي، حيث شارك في الدراسة ألف وأربعمائة وستة وسبعون مراهقًا (أعمارهم 12- 17 عامًا) وعائلاتهم. وأكمل أولياءالأمور استبيانًا ذاتيًا. ويتكون من قائمة التحقق من سلوك الطفل (CBCL) وجهاز تقييم الأسرة (FAD) وعدد من الأسئلة السكانية. وتم إجراء اختبارات t للطلاب واختبارات مربع and ونماذج انحدار متعددة تدريجيًا لفحص المتغيرات.

يمكنك كذلك الأطلاع على: السلوكيات الطارئة على طلبة الإعدادية

النتائج

وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج، أهمها:

كان الانتشار التقديري للمشاكل السلوكية 10.5 ٪ على أساس نقطة قطع للمشاكل السلوكية وفقا ل CBCL. حدثت المشاكل السلوكية التي حددها CBCL بشكل مختلف في مراحل تطورية مختلفة (F = 10.06،0.007= P). وأظهرت الدراسة أن الاستجابة العاطفية غير الملائمة، ضعف المشاركة العاطفية والقدرة المنخفضة لحل المشكلات في الأسرة كانت مرتبطة بشكل كبير مع زيادة خطر مشكلات السلوك الخارجي ومشاكل السلوك الكلي للأولاد. ارتبطت الاستجابة العاطفية غير اللائقة وسوء التواصل في الأسرة بشكل كبير مع زيادة خطر المشاكل الداخلية للذكور. وأنه كانت الأنماط غير السليمة لسلوك الأسرة من العوامل المهمة التي ساهمت في تطوير مشكلات السلوك الخارجي، واستيعاب المشكلات السلوكية ومشاكل السلوك الكلية للفتيات.كماتشير نتائج الدراسة، إلى أن المستويات الوظيفية للأسرة ترتبط بالصحة العقلية للمراهق، وأن ديناميات الأسرة المحددة، قد تؤثر على تطور المشكلات السلوكية بين المراهقين في الصين.

3- دراسة (Mary Jo Stanley , et. al. , 2006)([11])، بعنوان:

” Assessing Prevalence of Emotional and Behavioral Problems in Suspended Middle School Students “.

هدفت هذه الدراسة إلى بحث مدى انتشار المشاكل العاطفية والسلوكية بين طلاب المدارس المتوسطة الذين تم تعليقهم. والطلاب المعلقون هم الأطفال المعرضون لخطر المشاكل الاجتماعية والعاطفية والصحية العقلية.

وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج، أهمها: تشهد المدارس تدفقًا للسلوكيات التخريبية المرتبطة بزيادة المشكلات العاطفية والسلوكية. في المراهقين، تتجلى المشاكل العاطفية والسلوكية في مجموعة متنوعة من الأشكال، وغالبا ما يؤدي إلى نوع من الانضباط في إطار المدرسة. وأنه على الرغم من أن الانضباط يعاقب السلوك غير المرغوب فيه، إلا أنه لا يفعل شيئًا لمعالجة سبب السلوك.

المبحث الثاني  : وظائف طرق قياس السلوك

تستخدم  طرق قياس السلوك في الأصل لقياس السلوك هي عبارة عن السلوك السوي حسب معيار الجماعة التي تسلكه الفئات ذات العمر الواحد، والتي تنصب آثارها إما داخل الفرد (كالانسحاب) أو خارجه (كإيقاع الأذى بالآخرين، كالعدوان).([12])

وتعرف السلوكيات الطارئة أيضا على أنها: ظاهرة تتكون من عدة أحداث ووقائع متشابكة وممتزجة بالبعض لفترة من الوقت ويكتنفها الغموض واللبس، تواجه الفرد أو الجماعة، ويصعب حلها قبل معرفة أسبابها والظروف المحيطة بها وتحليلها، للوصول إلى اتخاذ قرار بشأنها.([13]) وتعرفها العماني، على أنها: صعوبة أو عقبة محسوسة للفرد تحول بينه وبين تحقيق اكر قدر ممكن من التوافق النفسي والاجتماعي والصحي والدراسي.([14])

أمثلة على السلوك الغير سوي

  • الكذب

وعلى سبيل المثال فإن من بين السلوك غير السوي الذي تستخدم فيه طرق وظائف السلوك الكذب ،ويعد يعد الكذب أكثر الظواهر السيئة انتشارا في كل المجتمعات سواء الإسلامية منها وغير الإسلامية، وهو من الظواهر المكتسبة. ومعناه في المجال المدرسي أن الطلاب ينكرون أعمالا قد قاموا بفعلها ويختلقون أعذارا وأمورا ليس لها أساس من الواقع. وهم يتعلمون الكذب من البيئة الاجتماعية التي يعيشون فيها ومن أساليب التربية الاجتماعية التي يخضعون لها في أسرهم ومدارسهم وبيئتهم.([15])

  • السرقة

أيضا فإن من أنماط السلوك غير السوي الذي تستخدم فيه طرق قياس السلوك السرقة، حيث تعد السرقة من أكثر المشكلات الخلقية انتشارا في المدارس، فكثيرا ما يعاني الطلاب من فقدان أدواتهم أو نقودهم أثناء تواجدهم بالمدرسة سواء داخل الفصول أو أثناء ممارسة الأنشطة المختلفة، وكثيراً ما يتم ضبط بعض الطلاب وهم يقومون بهذه السرقات، وتقوم المدرسة بعقابهم بشدة مادياً ومعنويًا، مما قد ينعكس سلبا على سلوك الطالب المعاقب داخل المدرسة، ويؤدي إلى ظهور مظاهر جديدة للسلوكيات الطارئة، كالسلوك العدواني.([16])

  • الغش

كما يعتبر الغش بشكل عام، والغش في نطاق مجال التربية خصوصا من أشكال السلوك غير السوي الذي تستخدم فيه طرق قياس السلوك، وتشير ظاهرة الغش إلى سلوك غير سوي، وسلوك منحرف وغير أخلاقي، وهو سلوك مرضي، ويعرف الغش من الناحية التربوية بأنه: عملية تزييف لنتائج التقويم، كما يعرف بأنه محاولة غير سوية لحصول الطالب على الإجابة لبعض أو كل أسئلة الاختبار، بطريقة غير مشروعة.([17])

  • التمرد والعصيان

أيضا فإن التمرد والعصيان يعتبران من أشكال السلوك غير السوي الذي تستخدم طرق قياس السلوك لقياسه، والتمرد والعصيان هو ميل المراهقون عادة إلى عـدم الإصـغاء والاسـتجابة لمطالـب الراشدين بشكل عام، حيث أنهم في بعض الحالات يتلكؤن في عمل مايطلب مـنهم أو الاستماع إلى الأفراد والنواهي والنصائح وقد تكون مثل هذه المظاهر أمر طبيعي ينسجم مع خصائصهم النمائية، ولكن مايلفت النظر أن هناك البعض منهم تمادى في سلوك العناد والعصيان والتمرد وعدم الطاعة، ويميل هؤلاء الأفـراد عـادةً إلـى الغضب والانفعال بسهولة في مواجهة أفعال الآخرين، ويتميزون بانخفاض درجة تحمل الإحبـاط لـديهم والقابليـة للاستثارة، كما يتميز السلوك المتمرد الذي يمارسونه بالاستفزازية ومقاومة الـسلطة ويظهر هذا السلوك ـ عادةً ـ أثناء التفاعل مع أشخاص مألوفين لهم.([18])

  • العدوان

أيضا من أشكال السلوك غير السوي الذي تستخدم طرق قياس السلوك لقياسه هو العدوان، ويعرف العدوان على أنه أي سلوك يهدف إلـى الحـاق الأذى بـالآخرين أو تخريب الممتلكات أو ايذاء الذات، وحتى يعتبر السلوك عـدوانياً يجـب أن يكـون مقصوداً بحد ذاته، ويمارس من قبل الفرد والجماعـة وإلحـاق الأذى أو الـضرر بالآخرين أو ممتلكاتهم، يمارس الأطفال في المراحل العمرية المبكرة والمتوسـطة بعض أنماط السلوك العدواني ويعد مثل هذا السلوك عادياً يرتبط الخصائص النمائية للطلاب، ويلاحظ في بعض الحالات أن شدة السلوكات العدوانية ومدى تكرارها تكون ملفته للنظر، بحيث تكون فوق الحد المقبول وقـد تتوافـق العدوانية لدى هؤلاء الطلاب بأنواع أخرى من الاضطرابات الانفعالية والـسلوكية.([19]

المراجع

مراجع عربية

أولا : القرآن الكريم

الماحي زوبيدة، دراسة إحصائية استكشافية وصفية للسـلوك العدواني في مرحلتي التعليمين الابتدائي والمتوسط، رسالة دكتوراه، تخصص علم النفس، جامعة وهران أ، الجزائر.

محمد عبد الحميد: مناهج البحث العلمي في العلوم الاجتماعية. مكتبة العربي. الطبعة الثالثة. 2008 . القاهرة.

عبدالباقي دفع الله أحمد، بعض المشكلات السلوكية وسط الطلاب المراهقين: دراسة ميدانية على طلاب المدارس الثانوية الحكومية بمحلية الخرطوم، مجلة الدراسات العليا – كلية الدراسات العليا – جامعة النيلين – السودان، مج 2، 2013.

عبدالجليل العاقب المبارك، معايير تحديد بعض المشكلات السلوكية من وجهة نظر المعلمين وعلاقتها ببعض المتغيرات الديموغرافية، رسالة دكتوراه، جامعة أم درمان الإسلامية، معهد بحوث ودراسات العالم الإسلامي، السودان، 2014.

الماحي زوبيدة، دراسة إحصائية استكشافية وصفية للسـلوك العدواني في مرحلتي التعليمين الابتدائي والمتوسط، رسالة دكتوراه، تخصص علم النفس، جامعة وهران أ، الجزائر، 2015.

.  عبدالجليل العاقب المبارك، معايير تحديد بعض المشكلات السلوكية من وجهة نظر المعلمين وعلاقتها ببعض المتغيرات الديموغرافية دراسة ميدانية على تلاميذ المدارس مديرية التربية والتعليم في محافظة عجلون، رسالة دكتوراه، جامعة أم درمان الإسلامية، معهد بحوث ودراسات العالم الإسلامي، السودان، 2014.

أحمد زكي بدوي، معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية، مكتبة لبنان، لبنان، 1997.

بندري بنت فهد دخيل الله العماني، المشكلات السلوكية الشائعة لدى عينة من تلاميذ وتلميذات الصفين الخامس والسادي: المرحلة الابتدائية بمدينة الرياض، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الملك سعود، قسم علم النفس، المملكة العربية السعودية، 1418 هـ.

حسن مصطفى عبدالمعطي، المقاييس النفسية المقننة / مكتبة زهراء الشرق، القاهرة، 2009.

عماد حسين المرشدي، ظاهرة الغش وأثرها على الطالب والمجتمع، مجلة علم النفس التربوي، كلية التربية الاساسية،جامعة بابل، 2014.

بشيرمعمرية، المشكلات السلوكية لدى تلاميذ التعليم الابتدائي: دراسة ميدانية بمدارس مدينة باتنة – الجزائر، مجلة منتدى الاستاذ، العدد 3، أبريل 2007.

آمنه عطا الله البطوش، درجة انتشار المشكلات السلوكية لدى طلبة المرحلة الأساسية الدنيا في لواء الأغوار الجنوبية من وجهة نظر معلميهم، رسالة ماجستير، قسم الإرشاد والتربية الخاصة، عمادة الدراسات العليا، جامعة مؤتة، 2007.

ثانيا : مراجع أجنبية

Philip Mahler , The Study of Human Behavior , IMOTIONS site , October 10th , 2017. available at: https://imotions.com/blog/study-human-behavior.

S. M. Stewart, M. H. Bond, C. McBride-Chang, R. Fielding, O. Deeds, and J. Westrick, “Parent and adolescent contributors to teenage misconduct in Western and Asian high school students in Hong Kong,” International Journal of Behavioral Development, vol. 22, no. 4 , 1998.

I. T. Ho, “A comparison of Australian and Chinese teachers’ attributions for student problem behaviors,” Educational Psychology, vol. 24, no. 3 , 2004.pp. 375–391.

C. Ho and J. Leung, “Disruptive classroom behaviors of secondary and primary school students,” Journal of Educational Research, vol. 17, no. 2 , 2002.  .

Xiquan Ma MD &Yuhong Yao MD , Prevalence of behavioral problems and related family functioning among middle school students in an eastern city of China , Asia-Pacific Psychiatry journal , Volume5 , Issue1, 27 July 2012.https://doi.org/10.1111/j.1758-5872.2012.00211.x

Mary Jo Stanley , et. al. , Assessing Prevalence of Emotional and Behavioral Problems in Suspended Middle School Students , The Journal of School Nursing, February 1, 2006 Research Article:

https://doi.org/10.1177/10598405060220010701

([1]) Philip Mahler , The Study of Human Behavior , IMOTIONS site , October 10th , 2017. available at: https://imotions.com/blog/study-human-behavior.
[2])) الماحي زوبيدة، دراسة إحصائية استكشافية وصفية للسـلوك العدواني في مرحلتي التعليمين الابتدائي والمتوسط، رسالة دكتوراه، تخصص علم النفس، جامعة وهران أ، الجزائر. ص 6.
([3])S. M. Stewart, M. H. Bond, C. McBride-Chang, R. Fielding, O. Deeds, and J. Westrick, “Parent and adolescent contributors to teenage misconduct in Western and Asian high school students in Hong Kong,” International Journal of Behavioral Development, vol. 22, no. 4 , 1998. pp. 847–869.

([4]) I. T. Ho, “A comparison of Australian and Chinese teachers’ attributions for student problem behaviors,” Educational Psychology, vol. 24, no. 3 , 2004.pp. 375–391.

([5])C. Ho and J. Leung, “Disruptive classroom behaviors of secondary and primary school students,” Journal of Educational Research, vol. 17, no. 2 , 2002. pp. 219–233.
[6] محمد عبد الحميد: مناهج البحث العلمي في العلوم الاجتماعية. مكتبة العربي. الطبعة الثالثة. 2008 . القاهرة. ص 74
([7]) عبدالباقي دفع الله أحمد، بعض المشكلات السلوكية وسط الطلاب المراهقين: دراسة ميدانية على طلاب المدارس الثانوية الحكومية بمحلية الخرطوم، مجلة الدراسات العليا – كلية الدراسات العليا – جامعة النيلين – السودان، مج 2، 2013. ص 40 – 61.
([8]) عبدالجليل العاقب المبارك، معايير تحديد بعض المشكلات السلوكية من وجهة نظر المعلمين وعلاقتها ببعض المتغيرات الديموغرافية، رسالة دكتوراه، جامعة أم درمان الإسلامية، معهد بحوث ودراسات العالم الإسلامي، السودان، 2014.
([9]) الماحي زوبيدة، دراسة إحصائية استكشافية وصفية للسـلوك العدواني في مرحلتي التعليمين الابتدائي والمتوسط، رسالة دكتوراه، تخصص علم النفس، جامعة وهران أ، الجزائر، 2015. ص 6.

([10])Xiquan Ma MD &Yuhong Yao MD , Prevalence of behavioral problems and related family functioning among middle school students in an eastern city of China , Asia-Pacific Psychiatry journal , Volume5 , Issue1, 27 July 2012.https://doi.org/10.1111/j.1758-5872.2012.00211.x.

([11])Mary Jo Stanley , et. al. , Assessing Prevalence of Emotional and Behavioral Problems in Suspended Middle School Students , The Journal of School Nursing, February 1, 2006 Research Article:

https://doi.org/10.1177/10598405060220010701.

([12]) عبدالجليل العاقب المبارك، معايير تحديد بعض المشكلات السلوكية من وجهة نظر المعلمين وعلاقتها ببعض المتغيرات الديموغرافية دراسة ميدانية على تلاميذ المدارس مديرية التربية والتعليم في محافظة عجلون، رسالة دكتوراه، جامعة أم درمان الإسلامية، معهد بحوث ودراسات العالم الإسلامي، السودان، 2014. ص 1 – 214.
([13]) أحمد زكي بدوي، معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية، مكتبة لبنان، لبنان، 1997. ص 327.
([14])بندري بنت فهد دخيل الله العماني، المشكلات السلوكية الشائعة لدى عينة من تلاميذ وتلميذات الصفين الخامس والسادي: المرحلة الابتدائية بمدينة الرياض، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الملك سعود، قسم علم النفس، المملكة العربية السعودية، 1418 هـ. ص 44.
[15])) زكريا الشربيني، المشكلات النفسية عند الأطفال، دار الفكر العربي، القاهرة، 1994. ص 19.
[16])) حسن مصطفى عبدالمعطي، المقاييس النفسية المقننة / مكتبة زهراء الشرق، القاهرة، 2009. ص 22.
([17]) عماد حسين المرشدي، ظاهرة الغش وأثرها على الطالب والمجتمع، مجلة علم النفس التربوي، كلية التربية الاساسية،جامعة بابل، 2014. ص5.
([18]) بشيرمعمرية، المشكلات السلوكية لدى تلاميذ التعليم الابتدائي: دراسة ميدانية بمدارس مدينة باتنة – الجزائر، مجلة منتدى الاستاذ، العدد 3، أبريل 2007. ص 9 – 35.
([19]) آمنه عطا الله البطوش، درجة انتشار المشكلات السلوكية لدى طلبة المرحلة الأساسية الدنيا في لواء الأغوار الجنوبية من وجهة نظر معلميهم، رسالة ماجستير، قسم الإرشاد والتربية الخاصة، عمادة الدراسات العليا، جامعة مؤتة، 2007. ص10، 11.

Verified by MonsterInsights